الاثنين، 7 مارس 2011

ضَجّت بِصَدرِي رياحٌ أُخـَرْ ,







إِذا الشعبُ يوماً أرادَ الحياةَ
فلا بُد أن يستجيبَ القدرْ

ولا بُدَ لليلِ أن ينجليَ
ولابُدَ للقيدِ أن
ينكِسرْ
ومن لمَ يُعانِقهُ شوقَ الحياةَ
تبخرَ فِي جَوهِا و
اندثرْ
كذلِكَ قالتَ لِي الكائِنات
وحدَّثني روحُها المُسَتتِر
ودمدمتِ الرِيحُ بينَ الفِجاج
وفوقَ الجِبالِ وتحتَ الشجرْ,
إذا ما طمحت إلـِى غايةٍ
ركبتَ المنىَ ونسيتَ
الحَذر
ومن لا يحِبُ صُعودَ الجِبال
يَعِشَ أبدَ الدَهرِ بَيَن الحـُفَر
ف عَجّت بقِلبَي دِمَاءُ الشَبَابِ
وضَجّت بِصَدرِي رياحٌ أُخـَرْ
وأطرَقتُ أُصغَي لِقصَفِ الرَعُود
وعـَزفِ الرِيَاحِ ووقعِ المَطـرْ
وقالت لِي الأرضُ لمَّا سألتُ :
يا أم هل تكَرهِينَ البَشرْ ؟

أبُارِكُ فِي النَاسِ أهَلَ الطمُوحِ
ومن يستلِذُ رُكوبَ الخَطَر
وألعَنُ من لا يُماشِي الزمَان
ويَقنعُ بالعيشِ ،
عيشَ الحجرْ

هو الكونُ حيٌّ يُحِبُ الحَيَاة
ويَحتقِر الميَتُ مهَما كَبُرْ

وقالَ لِي الغَابُ فِي رِقـَةٍ
مُحَبَبَةٍ مِثَلَ خفقِ الوترْ

يجيُء الشِتَاءُ شِتاءَ الضَبابِ
شتاءَ الثلُوجِ شِتاءَ المَطرْ

فيَنطفِئ السِحرَ سِحرَ الغصُون
وسِحرَ الزهُورِ وسِحَر الثمرْ

وسِحرَ السَماءِ الشجيِّ الوديعِ
وسِحرَ المرُوجِ الشهيَّ العَطِرْ

وتهَوِي الغصُونُ وأوراقـُها
وأزهارُ عهَدٍ حبيبٍ نضِرْ

ويفنَى الجميَعُ كحلمٍ بديع
 تألقَ فِي مُهجةٍ واندَثرْ
وتبَقى الغصُونُ التِي حَملت
ذخيَرة عُمَرٍ جميلٍ عَبَرْ

مُعَانِقَةً وهي تحَت الضبابِ
وتحتَ الثلوجِ وتحتَ المَدَر

لطيفُ الحياةِ الذيَ لا يُمَل
وقلبُ الربيعِ الشذيِّ النضِرْ

وحالِمَةٌ بأغانِي الطيُورِ
وعِطرُ الزهورِ وطعمُ المَطرْ

..

خِتـامُها حُلـَمْ , راقَ لِي  





ليست هناك تعليقات: